اختتمت فعاليات النسخة الرابعة من مؤتمر “ليب 2025” في الرياض، مسجلةً نجاحًا باهرًا كحدث تقني رائد ليس فقط في المنطقة، بل على مستوى العالم. وقد حقق المؤتمر للمملكة العربية السعودية مكانة مرموقة كوجهة عالمية للاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية والحوسبة السحابية، محققًا استثمارات تجاوزت 14.9 مليار دولار. ويعكس هذا الإنجاز مكانة المملكة كمحور رئيسي للابتكار والتقنيات الحديثة، ودورها المتنامي في الاقتصاد الرقمي العالمي. ويأتي هذا النجاح انعكاسًا للدعم والتمكين الذي يحظى به القطاع من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

تمكين ريادة المملكة في التقنية
شهد “ليب 2025” إطلاق العديد من المبادرات التي تعكس التزام المملكة بتعزيز ريادتها في مجال التقنية، وتحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة. ومن أبرز هذه المبادرات إطلاق أول أكاديمية متخصصة في مهارات مراكز البيانات في الشرق الأوسط، بالشراكة بين “مايكروسوفت العربية” و”الأكاديمية الوطنية لتقنية المعلومات”. وتهدف هذه الأكاديمية إلى تأهيل الطلاب بالمهارات اللازمة لتشغيل وإدارة مراكز البيانات وفقًا لأعلى المعايير العالمية، بما يضمن تلبية الطلب المتزايد على الكفاءات في هذا المجال الحيوي.
كما أعلنت هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار عن إطلاق عدد من المبادرات الداعمة للمنظومة البحثية والابتكارية في المملكة، والمحفزة لإيجاد حلول مبتكرة تنسجم مع الاتجاهات الاقتصادية الناشئة. وشملت هذه المبادرات إطلاق مهام وطنية في أولوية اقتصاديات المستقبل، مثل:
- تطوير ذكاء اصطناعي عام متوائم وموثوق: يهدف إلى تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على فهم العالم والتفاعل معه بطريقة مشابهة للبشر.
- تطوير حاسوب كمي قابل للتوسع: يهدف إلى بناء حواسيب كمية قادرة على حل مشاكل معقدة تتجاوز قدرات الحواسيب التقليدية.
إنشاء مدن معرفية في المملكة بحلول عام 2040: يهدف إلى بناء مدن ذكية ومستدامة تعتمد على التقنيات الحديثة لتحسين جودة الحياة

استثمارات ضخمة وإطلاقات نوعية
شهد “ليب 2025” إبرام صفقات استثمارية ضخمة، تجاوزت قيمتها 14.9 مليار دولار، مما يؤكد جاذبية المملكة كوجهة للاستثمارات التقنية. ومن أبرز هذه الاستثمارات:
- شراكة بقيمة 1.5 مليار دولار بين “غروك” و”أرامكو ديجيتال”: تهدف إلى تعزيز الاستثمارات في الحوسبة السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
- استثمار ملياري دولار بين شركتي “آلات” السعودية و”لينوفو” الصينية: يهدف إلى إنشاء مركز تصنيع وتقنية متقدمة يعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
- إطلاق شركة الاتصالات السعودية STC لـ 10 شركات جديدة: تعمل في مجالات تقنية متعددة مثل الأمن السيبراني، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي.
- إطلاق منصة “NEOM Metaverse”: تهدف إلى بناء عالم افتراضي متكامل في مدينة نيوم.

نقاشات ثرية حول مستقبل التقنية
كما شهد المؤتمر تكريم 12 عالمًا ومبتكرًا بجائزة التميز البحثي في اقتصاديات المستقبل، بهدف تشجيع جهود الأبحاث والابتكارات في هذا المجال الحيوي.
شهد “ليب 2025” العديد من الجلسات النقاشية التي تناولت مختلف جوانب التقنية وتأثيرها على القطاعات الحيوية. وتضمنت هذه الجلسات نقاشات حول:
- الابتكار والاستدامة الرقمية: تم مناقشة كيفية استخدام التقنية لتعزيز الابتكار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
- دور البيانات في الذكاء الاصطناعي: تم تسليط الضوء على أهمية البيانات في تطوير وتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.
- مستقبل التنقل: تم استعراض أحدث التقنيات في مجال النقل، مثل السيارات ذاتية القيادة والمركبات الطائرة.
- الألعاب الإلكترونية: تم مناقشة دور الألعاب الإلكترونية في الترفيه والتعليم وتنمية المهارات.

نجاح يجسد رؤية 2030
يعكس النجاح الكبير الذي حققه “ليب 2025” التزام المملكة بتحقيق مستهدفات رؤية 2030، وترسيخ ريادتها العالمية في التقنية والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال. وقد أسهم المؤتمر في جذب الاستثمارات، وتعزيز الابتكار، ودعم الشركات الناشئة، مما يساهم في بناء اقتصاد رقمي مزدهر ومستدام في المملكة.

دور “ليب 2025” في دعم التحول الرقمي
شهد “ليب 2025” إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع التي تدعم التحول الرقمي في المملكة. ومن أبرز هذه المبادرات:
- أكاديمية مايكروسوفت لمراكز البيانات: تهدف إلى تأهيل الكفاءات الوطنية في مجال تشغيل وإدارة مراكز البيانات.
- المهام الوطنية في أولوية اقتصاديات المستقبل: تركز على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، والمدن المعرفية.
- التحالفات الوطنية: تشمل تحالفًا لتمكين تطوير وتصنيع أول مركبة لوجستية ذاتية القيادة في المملكة، وتحالفًا للحوسبة الكمية.
- مركز التميز في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات: يهدف إلى تعزيز البحث والتطوير في مجال الصحة.
- خارطة طريق وطنية للابتكار: تحدد مجالات التركيز الرئيسية في اقتصاديات المستقبل.

“قصص نجاح من “ليب
استعرض “ليب 2025” قصص نجاح ملموسة لشركات ناشئة انطلقت من المؤتمر في السنوات السابقة. ومن أبرز هذه القصص:
- شركة Ejari: تمكنت من تأمين جولات استثمارية بقيمة 16 مليون دولار.
- شركة داتا ليكسنق: توسعت لتبيع منتجاتها في 10 دول.
- شركة Quant: أتمت جولة استثمارية بقيمة مليوني دولار في يوم واحد.
تعكس هذه القصص دور “ليب” في دعم وتمكين الشركات الناشئة، وتحفيز الابتكار في المملكة.
مشاركة واسعة وحضور دولي
شهد “ليب 2025” مشاركة واسعة من مختلف الجهات المحلية والدولية، حيث سجل المؤتمر أكثر من 200 ألف زائر، ومشاركة 1800 جهة دولية ومحلية، وأكثر من 1000 متحدث عالمي، إلى جانب 680 شركة ناشئة. ويعكس هذا الحضور الكبير أهمية المؤتمر كمنصة عالمية لتبادل الخبرات والمعرفة، واستعراض أحدث التقنيات والابتكارات.
نجاح تنظيمي وإعلامي
أشاد المشاركون في “ليب 2025” بحسن التنظيم والإدارة، مما ساهم في توفير بيئة مثالية لتبادل الأفكار وعقد الصفقات وإطلاق المشاريع الجديدة. كما أشادوا بالدور الإعلامي الكبير الذي لعبه المؤتمر في تسليط الضوء على مكانة المملكة كوجهة عالمية للتقنية والابتكار.
فعاليات متنوعة وجاذبة
إلى جانب الجلسات النقاشية وإطلاق المبادرات، شهد “ليب 2025” العديد من الفعاليات المتنوعة التي جذبت اهتمام الزوار، مثل:
- معرض تقني ضخم: استعرض أحدث التقنيات والابتكارات من مختلف الشركات العالمية والمحلية.
- مسابقات تقنية: تنافس فيها المشاركون على تطوير حلول مبتكرة في مجالات مختلفة.
- ورش عمل تدريبية: قدمت للمشاركين فرصة لتعلم مهارات جديدة في مجالات التقنية.
عروض ترفيهية: شملت عروضًا ضوئية وعروضًا موسيقية

تغطية مينابلوم المميزة
لعبت مينابلوم دورًا هامًا في تغطية فعاليات “ليب 2025” بشكل مميز، حيث وفرت تغطية شاملة لأهم الجلسات النقاشية والإعلانات والمبادرات التي شهدها المؤتمر. وقد أسهمت هذه التغطية في تسليط الضوء على أهمية هذا الحدث ودوره في رسم ملامح مستقبل التقنية في المملكة العربية السعودية، وترسيخ مكانتها كوجهة عالمية للابتكار والاستثمار في التقنيات المتقدمة. تابعونا لمزيد من التغطيات المميزة