في عالم الصحافة، تختلف القصة الصحفية عن الخبر، فالأخير يقدم لك معلومات خاصة تستوفي معايير أساسية، منها: ماذا حدث ومن قام بالحدث.. ومتى وأين وكيف ولماذا؟

أما القصة الإخبارية فتركز على زاوية أو جانب معين من الخبر، وتستفيض فيه بأسلوب قد يغلب عليه الطابع الإنساني، شرط أن تكون المعلومات حقيقية. 

مثال

لصياغة خبر عن استضافة دولة معينة لمؤتمر عن المناخ مثلًا ، يمكن أن يكون كالآتي:  

“أعلنت بريطانيا اعتزامها استضافة مؤتمر المناخ المقبل، المقرر عقده في الأول من أغسطس المقبل، بحضور ممثلين عن 23 دولة ومنظمة. 

يناقش المؤتمر قضايا أساسية منها: التوسع في حماية البيئة والتشجير ومواجهة التصحر والجفاف وحماية الموارد المائية.” 

لكي نكتب قصة خبرية لها علاقة بهذا الموضوع، نختار زاوية لها علاقة بالخبر. يمكن أن نصنع قصة عن مزارع في كينيا مثلًا فقد زراعته بسبب الجفاف. وهنا ينبغي ملاحظة نقاط أساسية لكتابة القصة. 

  • اختيار الفكرة: 

الفكرة هي أساس كتابة القصة الصحفية، ولكي تنجح في كتابتها لا بد أن تستوفي معايير منها: الآنية (ترتبط بالوقت الراهن)، الدقة (معلومات صحيحة)، والأهمية (تكون مهمة لقطاع كبير من القراء).

يجب كذلك أن تقدم القصة جانبًا غير معلوم لدى القارئ. 

  • كتابة القصة: 

بعد اختيار الفكرة، يجب أن يمتلك المحرر الصحفي مهارات معينة في الكتابة والأسلوب تفوق الكتابة البسيطة التي يصاغ بها الخبر. 

اللعب على عامل اللغة والبلاغة، مؤثر كبير في عرض قصة صحفية شيقة.

  • خطف انتباه القارئ: 

لو كانت مقدمة القصة تقليدية يمكن أن تسبب الملل للقارئ من الفقرة الأولى، لذلك احرص على جذب انتباه القارئ واستعراض مهاراتك اللغوية من أول جملة.

  •  الأسلوب: 

الأسلوب الذي تكتب به القصة يجب أن يجمع بين اللغة البسيطة والفصحى، لكن بشرط ألا نصل للغة أدبية ومعقدة، وفي الوقت ذاته لا ننحدر لمستوى الكتابة بعامية ركيكة. 

في الخبر يبدأ الكاتب بالفعل، لكن في القصة هناك حرية في البدء بالطريقة التي تناسبك.

مثال لبداية قصة صحفية: 

على ضفاف نهر جفت مياهه، يقبع المزارع (محمد) واضعًا يديه فوق رأسه، حاملًا هم توفير قوت يومه لأولاده الأربعة. قبل سنة بالضبط وفي مثل هذا التوقيت، تعود محمد على الرجوع إلى أسرته حاملًا أصنافًا من الخضروات والفواكه جادت بها أرضه التي يزرعها بفأسه، لكنه اليوم يقف حزينًا فوق أرض صلبة، لا زرع مثمرًا فيها ولا ماء… كل ذلك بسبب الجفاف. 

  • معلومات وأرقام: 

يجب أن تُطعم القصة بمعلومات وأرقام حقيقية تدلل على حجة الموضوع الذي تتحدث فيه، ففي قصة المزارع، يمكن أن تستعين بالأرقام الصادر عن الأمم المتحدة والدولة المعنية عن نسب الجفاف وتأثيراته السلبية، ونسبة الأراضي التي فقدت بسببه. وهكذا

  • لا تنس أنك صحفي: 

يجب ألا تتحول القصة الصحفية إلا أدبية، فلا يمكن إضافة معلومات غير حقيقية ( من وحي الخيال) من أجل الحصول على تعاطف القارئ أو بسبب تعاطف الكاتب الزائد مع موضوع القصة.

 الدقة والحقائق هي طريقك للاحترافية. فلا تجعل العاطفة تقودك لكتابة أشياء لم تحدث أو غير صحيحة. 

يمكن إنهاء القصة بسؤال يحث المسؤولين عن حل المشكلة التي تستعرضها. ففي حال المزارع، يمكن أن ننهي بسؤال: هل يمكن أن يأتي العام المقبل ويكون حال محمد قد تغير، واستعادت أوراق أشجاره الفارغة ثمارها وخضارها؟

Tagged withكلمات مفتاحية